أسى ولوعة
ذاب الكرى في كؤؤس الحزن وانفرطت
قلائد الأنس والآمال مذ رحلوا
وحارب الجفن طيب النوم وانهمرت
منه الدموع وبالأشواك يكتحل
يارفقة الروح ذاب القلب فانتظروا
ما احسب البعد إلا بعده الأجل
البين أجـّج أحـزاني وألهبها
والرسم يذكي جراح القلب والطلل
أطوف سبعا وسبعا في منازلكم
عـلـّي أسلي فـؤادا عـمـّـه الـوجــــل
لكن ّ وجدي عليكم ليس يطفؤه
هذا الطواف إذا ما انسدت السبل
جودوا بوصل ٍ ولو في الطيف يسعدني
قد ضاقت الأرض حتى السهل والجبل
أعيش يومي على الذكرى اقلبها
والجـرح ينزف والأفكار تعـتمل
هذا فؤادي أسير في مودتكم
ولهان يخفق قد ضاقت به الحيل
إن كان ذنبي كبيرا فاغفروا زللي
والعفو عند كرام الأصل يؤتمل
كم آهة ٍ في حنايا الصدر اكتمها
لكن ّ دمعي فضـّاحٌ فما العمل
أنوء تحت ثقيل الهـم ّ يرهقني
لو شئت ُ بث ّ همومي تعجز الرسل
إني على العهد باق ٍ يا معذ ّبتي
والحكـم حـكـمك إني هـائم ٌ ثمـل
إن كان يرضيك تعذيبي فلا جزع ٌ
أو رق ّ لي قلب أحبابي فذا الأمل
وكل حكم ٍ من الأحباب أقبله
وكل جرح ٍ عدى الهجران يندمل
لكنـّني في كلا الحالين منشغل ٌ
بحثا لا رضيك لا خوف ٌ ولا خجل
فكل ّ أمر ٍ إلى النسيان موئله
ومــا اضن ستار الـوجـد ينسدل
ولست أصغي إلى العذ ّال ما نسجوا
ولـن يخالـج نفسي دونكـم ملل
البعـد فتـّت أحشائي ومـز ّقهـا
والصبر عز ّ فلا يدنو ولا يصل
والليل طال فلا يبدو له شفق ٌ
والخل ّ فـرد ٌ فـلا مثل ٌ ولا بدل
إن دام هجرك أعواما مضاعفة ً
فان صبري مضروب به المثل
حطـّمت ِ لي في بحور الحب ّ أشرعتي
وان ّ حـبـي لكم ميعــاده الأزل