حـبُّ العـراق
ترنو النفـوس إليك والأحداق
والقلب ينبض في هواك عراق
إنـّي بحـبـك ما حـيـيـتُ معلـّقٌ
هــذا ربـاط ٌ دائم ٌ ووفـاق
تحنو عليك كما فـؤادي أضلعي
والوجــد عـنـدي لايـكـاد يطاق
وإذا ذ ُكِرتَ ومـا نسيتـكَ لحظـة ٌ
هـاجـت بي الآمـال والأشواق
القلب تعـصره النوائب والـردى
والدمع من هول المصاب يراق
بـدم ٍ بكـتـك لما أصابك مقـلتي
لمـّا دهــاك بشؤمـــه الإرهـــاق
يا موطن الأمجاد تبقى سالما
تـفـدى لك الأرواح والأحداق
وتـذود عنك رمـاحنا وسيوفـنا
وجـبالـنا والسهـل والأعـذاق
والرافـدان وما حوته ضفافها
والهـمس والآهـات والاطـراق
ما كنت َ تركـن للأعادي مطلقا
تسمو بك الأوصاف والأخـلاق
كم حاولوك مع العصور ولم تهن
حاشاك أنت الزهــو والإشراق
أهلوك في عرض البلاد وطولها
لــن يخـذلوك وللـذرى عشـّاق
فـكأنـّـنا مــن شيـعـة ٍ أو سنـّـةٍ
يحــدو بـنا لـلتـضحـيات سباق
أمـّـا حـثالات الرجــال فإنـّهـا
في كـل عـصر ٍ جمعها ينساق
لتلوذ في كنـَف العدو وترتمي
فـي حضنه ياهـولـه الإخفاق
الباحثون عـن الفـتات كأنهم
لـدمــــائـنـا ومصيـرنا سرّاق
وتراهـم تحت الموائد ركـّعا
هـــذا وربـّـك خسـّـة ٌونـفـاق
لن يرحم التاريخ كفـّا دنـّست
في نصرة المحتـلّ ذا استحقاق
فمصيرهم أن يلعنوا من شعبهم
ومصيرها أن تخرس الأبواق
من يزرع الأشواك يحصد مثلها
هـــــذا قـياسٌ ثابـت ٌ وسيـاق
والمرتـقـون إلـى المعالـي كثرة ٌ
فـي فعـلهم وشموخهم حـذ ّاق
شتـّـان ما بـيـن الـثـريـا والثرى
هــذا طـلاقٌ بائن وفـــــراق
هي غـيمة ٌ سوداء حتما تـنجلي
ويعــود يشمخ ذلـك العـمـلاق
فابشر بعـز ٍ يا عـراق فانـّها
بعـد الـدجـى تتلألأ الآفــاق